كرة القدم في الحارة

12 سبتمبر 2010
29
0
0
كرة القدم في الحارة

بقلم : هشام إبراهيم الأخرس - البستنجي


اجمل ما في طفولتنا الذكريات و اتذكر كيف كنا نمارس لعبة كرة القدم في الحارة حيث كنا نجتمع في منتصف النهار بحثآ عن كرة قدم في مشهد درامي متكرر و لا ينتهي ، و حين نجد كرة عند فلان يخرج الينا مختالآ والله ابوي خباها فوق الخزانة و ما بعرف اطولها و فلان يقول والله طابتي منفسي اي فارغة من الهواء وبعد جهد وتعب نقنعه أننا سنحضر المنفاخ وبعد مفاوضات مع صاحب الطابه بأن يلعب معنا وان لا يقف حارس مرمى طوال اللعبه نأخذ الكرة و نتجه في رحلة بحث جديده عن المنفاخ و يتكرر المشهد بشكل مقزز و حين نجتمع اخيرآ و معنا كرة منفوخة و صاحب كرة يتحكم فينا نبدأ اللعب و يكون أذان المغرب قد قارب و يبدأ الليل بإرخاء ظلمته علينا .
ما أجمل الحديث عن ما يدور بيننا داخل الملعب من عصبية وشتم و نهر و لعن و تخبيص فيما يشبه الحركات الرياضية و على اساس انها مهارات فرديه تخرج من اقدامنا و خاصة صاحب الكرة حيث هو الوحيد المسموح له أن يكون أناني في التمرير و كنا نغض الطرف عن لمسة اليد له و عن الأوت وعن الفول خشية أن يحرد و يأخذ كرته معه .
ما أجمل النتائج النهائية في مبارياتنا التي يعرف ساعة بدئها و لا تعرف ساعة انتهائها لأنها كانت بمزاج صاحب الكرة وحسب نفسيته ، كانت النتائج دائمآ مريعه ومثيرة جدآ ولا أذكر أن انتهت مبارة لنا نتيجتها أقل من ٣٠-٢٠ او شيء من هذا القبيل و الاجمل أننا عند كل تعادل كنا نعيد تصفير المبارة و أعادتها لمرحلة الصفر خوفآ من النسيان و الغش و اذكر أنني كنت غشاشآ جدآ و كنت اسرق الأهداف زورآ و بهتانآ وكنت امشي في الملعب على نظرية خذوهم بالصوت و كنت احرص ان يكون في فريقي صاحب الكرة لأنه الكفة الراجحة في النهاية و لا أذكر أن انهزم صاحب كرة في كل تاريخي الرياضي و في كل الملاعب سواء على الأحجار او الرمال أو الأسفلت او أي مكان .
ملاعبنا كانت غريبة أيضآ و سهلة التحضير فبأربع احجار لكلا المرميين أنت كنت جاهز لإنشاء ملعب في أي مكان واذكر ملعبنا الذي اصبح الأن في خبر كان اذكره جيدآ و قد كان نصفه سهل و نصفه جبل و اذكر الطفولة الفقيرة جيدآ و اذكر الصراخ و التعب و الإرهاق و أذكر الغش و الحرد و الطوش و اذكر شخصآ كان يأتينا في نصف اللعبة وقد اخترق حصون ملعبنا قائلآ يا لعيب يا خريب و لا اذكر كم مشاجرة و طوشة عملت في حياتي الرياضية حيث كانت حياتي الرياضية كلها طوشات و خسارات و كسور و ملابس متسخة و غضب و تجهم و عضل صغير أنهكته الكرة التي تشبه الكرة في ملامحها الخارجية .
أذكر أنني عندما كنت اشتري بوت اصابع صيني جديد من بقالة أبو توفيق كنت اعتزل اللعب لمدة اسبوع كامل كي احافظ عليه قدر المستطاع و كنت اقف متفرجآ زاهيآ مفتخرآ متحسرآ.
و بقالة ابو توفيق كانت تبيع كل شيئ بدأ من الاحذية و انتهاء بالأسبرين والبنادول و الخبز و علب التوفي المعادة من مناسبات الناس ، كانت هذه البقالة تبيع كل شيئ إلا الكرات ! ! !
ما أجمل الطفولة برغم قساوتها و ما أجمل الذكريات


هشام إبراهيم الأخرس


شبكة الشباب الإخبارية
 
ههههههههه عفوا لقد بدات بالضحك لانك حقا ذكرتنى كذلك بايام طفولتى !

شـــــــكرا لك عزيزى هشام أبراهيم لهذا السرد الجميــــل

حقيقه أعجبنى مقالك وتوثيقك كرة القدم فى الحارة

رائع بكل معانى الروعه والجمال

لك أعـذب تحيـاتى

وتقبل مرورى

دمت بود

إلى القأ

***
**
*