جهاد الإسلاميين في فلسطين

ENG MUHAMED

[ADMIN]
طاقم الإدارة
25 فبراير 2008
10,079
43
48
support-ar.net
جهاد الإسلاميين في فلسطين


انا قرات المقال دة فعجبنى جداااا خاصتن انة يتناول موضع الجهاد من نشاتة فحبيت انقلة فى القاعه الجميلة دى

على يفيد لو بجزء بسيط








بقلم: د. خالد الخالدي

رئيس قسم التاريخ والآثار- الجامعة الإسلامية-غزة


3322177fc65cf2cd52db54666e013479.jpg




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، إمام المجاهدين، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين … وبعد،،،

فإن موضوع "جهاد الإسلاميين في فلسطين" من الموضوعات المهمة التي تستحق البحث والدراسة والتأمل، وهو بحاجة إلى دراسة أكاديمية علمية شاملة، تغطيه من جميع جوانبه، وفي هذه الدراسة سوف أعرض هذا الموضوع من خلال النقاط الموجزة الآتية:

· الذي فتح فلسطين والقدس وحررهما من أيدي الرومان هم العرب المسلمون، فقد فتح عمرو بن العاص – رضي الله عنه- معظم مدن فلسطين سنة 15هـ (1)، وفتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه القدس واستلم مفاتيحها في ربيع الآخر سنة 16هـ/ مايو 637م (2).

وقد سجل التاريخ أقوالاً لعمر بن الخطاب، أثناء وجوده في بيت المقدس، تبَيَّن أن هذه البلاد فتحت بالإسلام، وأنها لا تضيع إلا بالتخلي عنه، حيث قال: "إنكم كنتم أذلَّ الناس وأحقر الناس وأقلَّ الناس، فأعزكم الله بالإسلام، فمهما تطلبوا العزة بغيره يذلكم الله" (3) ، وخطب في الناس قبل أن يغادر بيت المقدس، وأوصاهم قائلاً:" يا أهل الإسلام، إنّ الله تعالى قد صدقكم الوعد، ونصركم على الأعداء، وأورثكم البلاد، ومكن لكم في الأرض، فلا يكون جزاؤه منكم إلا الشكر، وإياكم والعمل بالمعاصي، فإنَّ العمل بالمعاصي كفرُُ بالنعم، وقلما كفر قومُُ بما أنعم الله عليهم، ثمَّ لم يفرغوا إلى التوبة إلا سُلبوا عِزَّهم، وسَلّط الله عليهم عدوهم (4).

· ضاعت فلسطين من المسلمين مدة إحدى وتسعين سنة هجرية عندما انحرفوا عن دينهم، وانتشر بينهم اللهو، وسادت الأفكار الضالة والفرق المنحرفة، حيث احتلها الصليبيون سنة (492هـ = 1099م) (5). والذي حرَّر فلسطين هم القادة الملتزمون بإسلامهم، عماد الدين زنكي (6) ونور الدين محمود(7)، وصلاح الدين الأيوبي (8)، وهم حسب مصطلحنا المعاصر "إسلاميون".

يقول ابن الأثير:" طالعتُ تواريخ الملوك المتقدمين، إلى يومنا هذا، فلم أر بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن سيرةً من الملك العادل نور الدين(9)، فقد كان حريصاً على أداء السنن وقيام الليل بالأسحار، ينام بعد صلاة العشاء ثم يستيقظ في منتصف الليل، فيصلي ويتبتل إلى الله بالدعاء حتى يؤذن الفجر، كما كان كثير الصيام(10).

· وكان صلاح الدين الأيوبي كما يقول أحد المؤرخين المعاصرين له:" حسنَ العقيدة، كثير الذكر، شديد المواظبة على صلاة الجماعة، ويواظب على السنة والنوافل ويقوم الليل، وكان يحب سماع القرآن، وينتقي إمامه، وكان رقيق القلب خاشع الدمعةِ، إذا سمع القرآن دمعت عيناه، شديد الرغبة في سماعِ الحديث، كثير التعظيم لشعائر الله (11).

· وقال يوماً وهو قرب عكا:" في نفسي أنه متى يسر الله تعالى فتح بقية السواحل قسمت البلاد، وأوصيتُ وودعتُ، وركبتُ هذا البحر إلى جزائرهم، أتبعهم فيها حتى لا أُبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو أموت"(12).

· سقطت بلاد الشام وفلسطين في يد التتار سنة (658هـ= 1260م)، عندما ضعف المسلمون وتخلوا عن مبادئ دينهم، وأصيب المسلمون بهزيمة نفسية لم يسبق لها مثيل، وفروا من أمام التتار، وسلموا لهم البلاد دون مقاومة تذكر(13)، وبلغ الضعف والانهزام بحكام المسلمين حداً جعل أحدهم يرسل صورته مرسومة على حذاء ، هدية إلى هولاكو ، ليتشرف ذلك الحاكم بوضع قدمه على صورته عندما يلبس الحذاء(14) . وسقطت بغداد في أيدي المغول سنة (656هـ = 10-2-1258م)، وذكر ابن كثير أن عدد من قتلهم المغول من المسلمين بلغ 800 ألف وقيل مليونان وقتل الخليفة المستعصم بالله ، وقيل أنه وضع في كيس وقتل رفساً . وسلم الحكام معظم بلاد الشام إلى المغول وقرروا التوجه إلى مصر فبعث هولاكو رسالة إلى قطز حاكم مصر يقول له فيها:" اتعظوا بغيركم، وأسلموا إلينا أمركم، فنحن لا نرحم من بكى، ولا نرق لمن شكا، أيُّ أرضٍ تؤويكم؟ وأيُّ طريقٍ تنجيكم؟ وأيُّ بلادٍ تحميكم، فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، الحصون عندنا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمَعْ(14).

· والذي وقف في وجه التتار، وتمكَّن من إلحاق الهزيمة بهم، وأخرجهم من فلسطين والشام هو قطز، الذي كان حاكماً مسلماً مستقيماً صالحاً، حيث يقول فيه ابن كثير: " كان قطز شجاعاً بطلاً كثيرَ الخير، ناصحاً للإسلام وأهله، وكان الناسُ يحبونه ويدعون له" (15).

· والشعار الذي رفعه قطز في معركة عين جالوت وردده جنوده هو "وا إسلاماه". وكان الانتصار في عين جالوت (25 رمضان 658هـ = 6 سبتمبر 1260م)، أي بعد خمسة أشهر فقط من سقوط فلسطين في أيديهم(16).

· الذي حافظ على أرض فلسطين ومنع بيعها لليهود عندما ضعفت الدولة العثمانية هو السلطان عبد الحميد، الذي عُرِف بخلفيته الإسلامية، حيث قال لهرتزل عندما عرض عليه الأموال الطائلة، وأن يحل كل مشكلات الدولة العثمانية المالية مقابل سماحه بدولة لليهود في فلسطين قال: " لا أقدرُ أن أبيع ولو قدماً واحداً من البلاد، لأنها ليست لي، بل لشعبي، ولقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم، وقد غذوها فيما بعد بدمائهم وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحدٍ باغتصابها منا" (17).

· والذي مكّن لليهود في فلسطين هم العلمانيون في حزب الاتحاد والترقي، حيث يقول السلطان عبد الحميد: " إن سبب خلع الاتحاد والترقي له من السلطة هو إصرارهم عليه أن يصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة فلسطين"(18).

· احتل البريطانيون القدس في 9ديسمبر 1917م، وأعلنوا عن طبيعة هذا الاحتلال عندما قال القائد البريطاني النبي في خطابه:" اليوم انتهت الحروب الصليبية"(19)، وهذا ما فعله القائد الفرنسي غورو عندما احتلَّ سوريا، حيث وقف على قبر صلاح الدين الأيوبي وقال بلهجة المنتشي المنتصر: " ها قد عدنا يا صلاح الدين"(20).

· والذي وقف في وجه بريطانيا، وقاد المقاومة ضدها هم الإسلاميون. فقد كان للحاج أمين الحسيني –مفتي فلسطين ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى- دور كبير في تأجيج انتفاضة موسم النبي موسى في القدس (4-10 إبريل -1920م)، التي حدثت عندما لوث يهودي أحد الأعلام الإسلامية لموكب الخليل(21).

· حدثت انتفاضة البراق (15-30 أغسطس- 1929م)، وكانت انتفاضة إسلامية شملت معظم مناطق فلسطين دفاعاً عن الحق الإسلامي في حائط البراق، وكان للحاج أمين الحسيني دوره البارز في تنظيم هذه الثورة(22).

· أنشأ الإسلاميون العديد من الهيئات الشعبية التي كان لها دور مهم في الحفاظ على مبادئ الإسلام والتوعية العامة والمطالبة بحقوق أبناء فلسطين، ومن أبرزها جمعية الشبان المسلمين، والمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى سنة 1922م(23).

· أنشأ الشيخ عز الدين القسام سنة 1928م أول تنظيم سري عسكري في فلسطين يعمل ضد الاحتلال البريطاني واليهود، وقد أطلق على هذا التنظيم اسم "المنظمة الجهادية"، وغلب عليه بعد استشهاد القسام اسم "جماعة القسام" أو "القساميون"، ولم يُقبل في هذا التنظيم إلا الملتزمون دينياً المستعدون للموت في سبيل الله. وكان شعار التنظيم "هذا جهاد نصرٌ أو استشهاد"، وقد بلغ عدد أفراد التنظيم سنة 1935م حوالي مائتي منتظم، أكثرهم يشرف على حلقات توجيهية من الأنصار الذين يصل عددهم إلى ثمانمائة، وعندما أعلنت "المنظمة الجهادية" عن نفسها سنة 1935م كانت تملك ألف قطعة سلاح.

وقد دعت المنظمة للثورة على الإنجليز، واختفى القسام وعدد من إخوانه، وحوصر في 20 نوفمبر 1935م بقوات كبيرة من الشرطة، وقاوم لساعات عدة، ثم قضى نحبه شهيداً مع عدد من إخوانه.

· وقد أحدث استشهاد القسام هزة كبرى في فلسطين حيث زاد كره الناس للإنجليز، وانخرط الكثير من الفلسطينيين في صفوف المقاومة العسكرية ضده، وواصل أتباع القسام جهادهم، تحت إمرة قائدهم الذي خلف القسام، وهو الشيخ فرحان السعدي.

· وكان لجماعة القسام شرف تفجير الثورة في 15- إبريل 1936م، وقد استمرت هذه الثورة حتى سنة 1938م، وقد هزت الوجود البريطاني في فلسطين وسيطرت على الريف الفلسطيني وعدد من المدن خصوصاً في صيف 1938م، ونفذت آلاف العمليات العسكرية، ولم تستطع بريطانيا إخمادها إلا بعد أن استعانت بسدس جيشها الإمبراطوري، وأفضل قادتها العسكريين، واستخدمت الدبابات والطائرات وكافة الأسلحة(24).

· أنشأ عبد القادر الحسيني سنة 1934م في القدس منظمة المقاومة والجهاد، ووصل أعضاؤها إلى أربعمائة عضو، وقد التقى به الحاج أمين الحسيني سنة 1935م، ودعاه إلى الاتحاد مع منظمة كان يعد لها وشكلا معاً منظمة الجهاد المقدس(25).

· عرفت فلسطين دعوة الإخوان المسلمين حوالي سنة 1935م، وانتشرت في أوائل الأربعينات من القرن الماضي فروع للإخوان في العديد من المدن الفلسطينية، وقد نشطت الجماعة في مجالات الدعوة والتربية والتوعية الإسلامية والتعريف بالخطر الصهيوني والمؤامرة على فلسطين والتعبئة للجهاد(26).

· كان الإخوان المسلمون في مصر المنظمة الأولى خارج فلسطين التي تتعاطف وتتعاون مع أهل فلسطين، حيث أسس حسن البنا سنة 1936م اللجنة المركزية لمساعدة فلسطين، وقد أخذت هذه اللجنة تنشر أفرادها في المساجد وغيرها، فعرف المصريون بما يجري في فلسطين من ظلم لإخوانهم على يد الإنجليز واليهود، وتجمع التبرعات وترسل بها إلى الحاج أمين الحسيني.

· كما تولت الجماعة مخاطبة الحكومة المصرية وحضها على مساندة شعب فلسطين، وإرسال البرقيات الاحتجاجية إلى المندوب السامي البريطاني في كل من مصر وفلسطين(27). وقد حدث هذا الاهتمام بفلسطين، في وقتٍ لم يكن أحد من الحكام العرب يوليها أي اهتمام، وحين سئل رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت، ماذا ستفعلون من أجل رفع الظلم عن الفلطسينيين؟ أجاب:" إنني رئيس وزراء مصر ولستُ رئيس وزراء فلسطين"(28).

· لم يكتف الإخوان المسلمون بدورهم في مجال التعبئة الإعلامية، وجمع التبرعات والأسلحة، بل قرروا المشاركة بأعدادٍ كبيرة في تحرير فلسطين. فأرسل حسن البنا برقية إلى جامعة الدول العربية في 3-أكتوبر-1947م، لإرسال عشرة آلاف متطوع من الإخوان كدفعة أولى، لكن جامعة الدول العربية رفضت، فخاطب الحكومة المصرية، وطلب السماح لهؤلاء بالدخول إلى فلسطين، لكنها رفضت، فاضطر للتحايل عليهم، إذ تظاهر عدد من الإخوان بأنهم يرغبون في الذهاب إلى سيناء من أجل رحلة علمية، ومن هناك تسربوا بأسلحتهم إلى فلسطين، ومع كثرة الإلحاح على جامعة الدول العربية، سُمح لعدد آخر من الإخوان بالمشاركة، ولكن تحت قيادة الجيوش النظامية(29).

· أبلى الإخوان المسلمون المصريون بلاءً حسناً في حرب فلسطين، وكان لهم دور مشهود في جنوب فلسطين في مناطق غزة ورفح وبئر السبع، حيث كانوا يهاجمون المستعمرات ويقطعون مواصلات اليهود، ومن أبرز المعارك التي شاركوا فيها هناك معركة التبة 86 التي يذكر العسكريون أنها هي التي حفظت قطاع غزة عربياً، ومعركة كفار داروم، واحتلال مستعمرة ياد مردخاي وغيرها، كما أسهموا بدور مهم في تخفيف الحصار عن القوات المصرية المحاصرة في الفالوجا. كما كان للإخوان المصريين مشاركتهم الفاعلة في معارك القدس وبيت لحم والخليل وخصوصاً صور باهر، وكان من أبرز المعارك التي شاركوا فيها في تلك المناطق معركة رامات راحيل، واسترجاع مار إلياس، وتدمير برج مستعمرة بيوت قرب بيت لحم، والدفاع عن تبة اليمن التي سميت تبة الإخوان المسلمين، نظراً للبطولة التي أبدوها، وقد استشهد من إخوان مصر في معارك فلسطين حوالي مائة، وجرح نحو ذلك وأسر بعضهم(30).

· شهد اليهود أنفسهم بدور الإخوان المسلمين في قتالهم، فعندما سئل موشي ديان بعد الحرب بقليل عن السبب الذي من أجله تجنب اليهود محاربة المتطوعين في بيت لحم والقدس، أجاب: " إن الفدائيين يحاربون بعقيدة أقوى من عقيدتنا، إنهم يريدون أن يستشهدوا ونحن نريد أن نبني أمة، وقد جربنا قتالهم فكبدونا خسائر فادحة، ولذا فنحن نحاول قدر الإمكان أن نتجنب الاشتباك معهم"(31).

· وقال في موضع آخر: "كنا إذا علمنا أن فرقة من الجيش بينها خمسة من الإخوان المسلمين نتجنب قتالهم". وتحت عنوان اعرف عدوك نشرت مجلة حائطية يصدرها الطلاب اليهود في الجامعة العبرية في عددها الصادر في حزيران 1970م، صورة للشيخ حسن البنا، كتب تحتها "إن صاحب هذه الصورة كان من أشد أعداء إسرائيل، لدرجة أنه أرسل أتباعه عام 1948م من مصر ومن بعض البلدان العربية لمحاربتنا، وكان دخولهم الحرب مزعجاً لإسرائيل لدرجة مخيفة، ولولا أن أصدقاء إسرائيل في مصر تكفلوا آنذاك بكبح أتباع حسن البنا وتخليص إسرائيل منهم، لكان وضع اليهود الآن غير هذا الوضع".

· كانت المكافأة التي قدمها النظام الحاكم في مصر للإخوان المسلمين على جهادهم المشرف ضد الهيود هي، اغتيال حسن البنا في 12-فبراير سنة 1949م، وعندما وصل بنفسه جريحاً إلى المستشفى، أمر الأطباء بعدم تقديم الإسعاف له إلى أن لقى ربه شهيداً.

صدرت الأوامر إلى قائد الجيش المصري في فلسطين بتجريد الإخوان المسلمين من أسلحتهم، ووضعهم في المعتقلات في رفح والعريش، ونفذ الأمر، وسجن الإخوان المسلمون في ساحة المعركة ثم سيقوا إلى المعتقلات والسجون في مصر وإلى سلسلة مريرة من التحقيق والإذلال.

لكَ الله يا أقصى تقنعت باكياً وكلُّ صناديدِ الرجالِ أسيرُ

بكيتَ وأيدي الجاهلياتِ تلتقي عليكَ، وعجلُ السامريُّ يخورُ

يديرُ رحاها ألف كسرى وقيصرٍ وألف حييٍّ للمديرِ مديرُ (32)



· شارك الإخوان المسلمون الفلسطينيون في الجهاد عندما اندلعت حرب 1948م، بالرغم من حداثة تنظيمهم، وقلة إمكاناتهم. إذ يذكر كامل الشريف قائد متطوعي الإخوان المسلمين في حرب فلسطين:" أن ثمانمائة مجاهد من أبناء فلسطين معظمهم من المتأثرين بالإخوان المسلمين شاركوا معه بالجهاد في جنوب فلسطين"(33).

· ويتحدث كامل الشريف أيضاً عن جهاد الإخوان المسلمين معه في منطقة يافا، وعن مشاركتهم في الهجوم على مستعمرة بتاح تكفا(34).

· ويتحدث عارف العارف أنه كان للإخوان المسلمين في يافا قوات متحركة يبلغ عددها ثلاثين مجاهداً بقيادة حسن عبد الفتاح والحاج أحمد دولة. وقد شاركوا في العديد من العمليات ضد اليهود(35).

وفي منطقة القدس شارك إخوان فلسطين في القتال مع إخوانهم القادمين من البلاد العربية(36).

· كما شارك الإخوان المسلمون السوريون بالجهاد في فلسطين، وكان عددهم حوالي مائة يقودهم المراقب العام للإخوان د. مصطفى السباعي، وقد اشتركوا ببسالة في معارك القدس مثل معركة باب الخليل ومعركة القسطل ونسف الكنيس اليهودي الذي اتخذه اليهود مقراً حربياً لهم(37).

· كما شارك الإخوان المسلمون في الأردن في حرب فلسطين وكان قائدهم الحاج عبد اللطيف أبو قورة، وخاضوا العديد من المعارك ضد اليهود(38).

· وكان للإخوان المسلمين العراقيين دور بالجهاد في فلسطين، فبعد أسبوع واحد من قرار التقسيم ساهم الإخوان المسلمون بقيادة الشيخ محمد محمود الصواف في تأليف جمعية إنقاذ فلسطين في بغداد، وكان الكثير من الإخوان بين المتطوعين الذين توجهوا إلى فلسطين، وبين قوات جيش الإنقاذ، وكانت لهم مشاركات فاعلة في المعارك بشمال فلسطين(39).

· عاد القساميون للمشاركة في ميادين الجهاد من جديد عندما أُعلنت الحرب عامي 47-1948م، وقد عمل معظمهم تحت توجيه الحاج أمين الحسيني ضمن جيش الجهاد المقدس، وظل القساميون يعملون وبالذات في مناطق الشمال. وقد أوقعوا في صفوف اليهود خسائر فادحة.

· ومن أشهر المعارك التي خاضتها قوات الجهاد المقدس معركة القسطل، وكان عبد القادر الحسيني قد طلب مساعدة اللجنة العسكرية للجامعة العربية بالسلاح لاسترداد القسطل، وعندما رفضوا خرج من عند رئيسها وهو يقول بصوت مرتفع "أنتم خائنون، أنتم مجرمون، سيسجل التاريخ أنكم أضعتم فلسطين، سأحتل القسطل، وسأموت أنا وجميع إخواني المجاهدين"، وفي 8-إبريل-1948م انتصر عبد القادر ورفاقه في معركة القسطل، وحرروها بعد أن قتلوا حوالي 350 يهودياً. واستشهد قائد قوات الجهاد المقدس عبد القادر الحسيني في هذه المعركة.

· انحسر التيار الإسلامي في فلسطين ومصر وبقية الدول العربية بسبب بروز الأنظمة التي رفعت شعارات القومية والثورية، وبسبب محاربة هذه الأنظمة للتيار الإسلامي واتهامه بالعمالة والرجعية. وتعلق الناس ببعض هؤلاء الزعماء وظنوا أنهم صادقون جادون في تحرير فلسطين.

· وعندما رأت الشعوب الهزائم المتتالية لهؤلاء القادة والزعماء، وعرفت عمالتهم الخفية للدول الكبرى، بدأت بالعودة إلى دينها، وقد نشط الإخوان المسلمون في مصر وفلسطين وفي غيرهما من الدول العربية في توضيح الحقائق للجماهير ونشطوا في كسبهم وتوعيتهم وتربيتهم على مبادئ وتعاليم الإسلام، وأسهموا بشكل فاعل في بروز الظاهرة التي عرفت بالصحوة الإسلامية.

· آثر الإخوان المسلمون في فلسطين أن لا يبدءوا مرحلة قتال اليهود إلا بعد أن يصنعوا جيلاً مؤمناً ملتزماً بدينه، محباً للجهاد في سبيله، وخصوصاً أن كثيراً من أبناء فلسطين قد تأثروا خلال فترة سيطرة الأنظمة الثورية بأفكار إلحادية وعلمانية وابتعدوا عن دينهم، وقد استمر الإخوان في عملٍ جادٍ ودؤوب، استمر طوال فترة السبعينات من القرن الماضي، وبداية الثمانيات، وعندما تحققت أهدافهم، وأصبح التيار الإسلامي هو الأقوى والأكثر شعبية في صفوف الفلسطينيين، بدأ الإعداد للجهاد المسلح ضد اليهود.

· في سنة 1980م كشف الكيان الصهيوني تنظيم أسرة الجهاد في قرى المثلث وأم الفحم وكفر قاسم وقلنسوه وباقة الغربية، وقد قام هذا التنظيم بتدمير العشرات من المرافق الاقتصادية، وإحراق السيارات والمعامل و البساتين الإسرائيلية.

· وفي سنة 1983م، كشفت السلطات الإسرائيلية أسلحة داخل قبو في أحد المساجد، وقبضت على الشيخ أحمد ياسين وعدد من الإخوان المسلمين وحاكمتهم بتهمة الانتماء لتنظيم معادٍ لإسرائيل، وحكم على أحمد ياسين بالسجن ثلاثة عشر، عاماً ثم خرج في عمليتي تبادل أسرى بين الجبهة الشعبية والكيان الإسرائيلي في 20-مايو 1985م.

· أنشئت في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات حركة الجهاد الإسلامي، وكان أبرز قادتها الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي والشيخ عبد العزيز عودة، وقد ركزت هذه الحركة على المعاني الجهادية وتحرير الوطن وتنظيم العناصر للقيام بالعمليات العسكرية، واستطاعت القيام بعدد من العمليات الجهادية.

· فجر الإسلاميون الانتفاضة في ديسمبر 1987م، وواجهوا اليهود بحماس كبير، ونوعية مختلفة من الشباب لم يعهدوها من قبل، وقد حدث ذلك في وقت كانت إسرائيل تتهيأ لإبرام اتفاقيات مع قادة م.ت.ف. تحقق مصالحها فقط، وقد شارك في هذه الانتفاضة الشعب الفلسطيني بكافة فصائله، لكن دور الإسلامين فيها كان الأكثر بروزاً.

· شكل الإخوان المسلمون حركة المقاومة الإسلامية حماس، وهي حسب ميثاقها تعتبر الإسلام منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها، وإليه تحتكم، ومنه تسترشد خطاها.

وتهدف حماس إلى تحرير فلسطين وإقامة دولة الإسلام عليها وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وترى حماس أن فلسطين أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، وأنه لا حل لقضية فلسطين إلا بالجهاد في سبيل الله وأن العمل على تحريرها فرض عين على كل مسلم حيثما كان.

· قامت حماس منذ انطلاقتها بمئات العمليات النوعية ضد اليهود، وما زالت ترفع لواء الجهاد في فلسطين بالرغم مما تعرضت له من سجنٍ وتعذيب وإبعاد واستطاعت هذه الحركة وكذلك حركة الجهاد الإسلامي أن تلحقا باليهود خسائر فادحة، لم تعرفها في حروبها مع جيوش الأنظمة العربية، كما استطاعت أن تنقل الرعب إلى داخل الكيان اليهودي بعمليات أبنائها الاستشهادية.

· وما تزال هذه العمليات تتواصل وتحقق أهدافها. وترى حماس وكذلك الجهاد الإسلامي أنَّ هدف هذه العمليات هو:

أولاً: أن لا يهنأ اليهود في فلسطين في الوقت الذي يعيش فيه الفلسطينيون لاجئون مشردون في مخيمات اللاجئين.

ثانياً: الانتقام من اليهود الذين قتلوا ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ.

ثالثاً: إحياء ضمير الأمة، وإيقاظ روح الجهاد فيها كي تأخذ بأسباب النصر وتقوم بدورها في تحرير فلسطين.

وهي تستمد هذه الأهداف من قوله تعالى:

" قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين"(41)

· يعتقد الإسلاميون في فلسطين أنهم الطائفة المؤمنة المجاهدة الثابتة على الحق، المتمسكة به ، حينما يتخلى عنه غيرهم ، الصابرة على أذى المنحرفين عنه ، والقاهرة لأعداء الأمة إلى يوم القيامة ، وأنهم المقصودون في الحديث الشريف الذي يقول فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ، قالوا أين هم يا رسول الله ؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس "(42) .











1- البلاذري، فتوح البلدان، بيروت، دار الكتب العلمية، 1983م، ص144 ؛ كمال ، أحمد عادل ، الطريق إلى دمشق، دار النفائس، 1980م، ص513 .

2- ابن كثير، اسماعيل، البداية والنهاية، جـ7، بيروت، مكتبة دار المعارف، 1983م، ط5، ص55 .

3- المصدر نفسه، جـ7، ص60 .

4- الحنبلي، مجير الدين، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، جـ1، عمان، مكتبة المحتسب، 1973م، ص258 .

5- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، جـ8، ص189؛ محسن صالح، الطريق إلى القدس، الخليل، دار المستقبل، ص108-110.

6- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، جـ9،ص8-9؛ أبو شامة المقدسي، شهاب الدين عبد الرحمن بن اسماعيل، الروختين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، تحقيق محمد حلمي محمد أحمد، ق1، القاهرة، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1956م، ص94-96، 107-109.

7- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، جـ9، ص86-88؛ محسن صالح، الطريق إلى القدس، ص117-127.

8- ابن الأثير ، الكامل في التاريخ، جـ9، ص178؛ ابن كثير، البداية والنهاية، جـ12، ص321.

9- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج9، ص125.

10- عماد الدين خليل، نور الدين محمود، الرجل والتجربة، دمشق، بيروت، دار القلم، 1980مم، ص45-47.

11- ابن شداد ، بهاء الدين، النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، مصر، شركة طبع الكتب العربية، 1317هـ .

12- المصدر نفسه، ص

13- ينظر: سعيد عاشور، الحركة الصليبية، جـ2، ص887-894 .

14- الهمذاني، رشيد الدين فضل الله، جامع التواريخ، م2، جـ1، نقله للعربية محمد صادق نشأت ومحمد موسى هنداوي وفؤاد عبد المعطي الصياد، مصر، دار احياء الكتب العربية ، د.ت، ص301 .

15- البداية والنهاية ، جـ13، ص225 .

16- ينظر: الهمذاني، جامع التواريخ، م2، جـ1، ص310-316؛عاشور، سعيد عبد الفتاح، الأيوبيون والمماليك في مصر والشام،القاهرة، دار النهضة العربية، 1990م، ص195-199 .

17- محسن صالح، الطريق إلى القدس، ص166 .

18- المرجع نفسه،ص168 .

19- الغوري، أميل، فلسطين عبر ستين عاماً، بيروت، دار النهار، 1972م، ص28-30 .

20- محسن صالح، الطريق إلى القدس، ص169 .

21- المرجع نفسه، ص171 .

22- المرجع نفسه، ص171 .

23- المرجع نفسه، ص171 .

24- عن ثورة القسام ينظر: العبيدي، عوني، ثورة الشهيد عز الدين القسام وأثرها في الكفاح الفلسطيني، الزرقاء، الأردن، مكتبة المنار، د.ت، ص9؛ الحوت، بيان، القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948م ، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، 1981م، ص317-316 .

25- الغوري، فلسطين، ص156-159 ؛ ص232-235 .

26- البنا، حسن مذكرات الدعوة والداعية، بيروت، دمشق، المكتب الإسلامي، ط5، ص156-157 .

27- محسن صالح، الطريق إلى القدس، ص181-182 .

28- زياد أبو غنيمة، الإسلاميون والقضية الفلسطينية، ص .. .

29- محسن صالح، الطريق إلى القدس، ص182 .

30- المرجع نفسه، ص182-183 .

31- المرجع نفسه، ص183 .

32- للشاعر الفلسطيني، د. عبد الرحمن بارود .

33- مقابلة مع كامل الشريف في عمان-26-أكتوبر-1985م، نقلاً عن محسن صالح، الطريق إلى القدس، ص181 .

34- المرجع نفسه، ص182 .

35- عارف العارف، النكبة: بيروت، المكتبة العصرية، 1954، جـ1، ص227-229 .

36- محسن صالح، الطريق إلى القدس، ص182 .

37- ينظر: السباعي، مصطفى، الإخوان المسلمون في حرب فلسطين، دار النذير، 1985م.

38- محسن صالح، الطريق إلى القدس، ص184 .

39- المرجع نفسه، ص185 .

40- المرجع السابق، ص186-187 .

41- سورة التوبة، آية 14 .

42- حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده نقلاً عن شبير، محمد عثمان، بيت المقدس وما حوله، الكويت، مكتبة الفلاح، 1989م، ص31 .​